أمس انتهينا

ماذا تتوقع من اثنين يفترقان؟
ما شكل اللحظه؟
ماهى مساحة الحزن والشقاء بداخل كل منهما؟
كيف يخططان للخطوه التاليه؟
ما هو شكل الحب وقت الانتحار؟
نحن نتوقع من الحب اكثر مما نحصل عليه
نتوقع السعاده الدائمه
والبهجه المستمره
والاستقرار المدهش
والامان الملهم
والصفاء الهادىء
ولا نقبل بالاقل
ويكون الاختبار الوحيد حين تكشف العلاقه عن وجهها الحقيقى
حين يهبط الحب من رومانسيه السماء الى واقع الارض
فى الارض وعليها لا توجد جنه توجد حياة
يوجد بشر وحجر وعلاقات متعدده معقده
توجد مصالح وخلافات ومجتمع متشابك
يوجد حب عليه ان يتعامل مع كل الظروف من حوله
عليه ان يجعل الخريف ربيع والشقاء سعاده
ويهدينا حاله من الرضا النفسى والسكينه المبدعه
اؤكد ان الحب كائن مهم جدا فى حياتنا
اؤكد ان حياتنا بدون حب لا توصف بانها حياة
اؤكد ان الحب يعلمنا كيف نجعل مشاعرنا
جسرا الى الاستمتاع بالحياه
وفى الحب اكتشاف للانسان الاخر
الذى منحته عن ثقه هذا الحب
وفيه ايضا متعه قبول افكاره وشخصيته
ومشاعره والاعتياد عليها
وما بين الاكتشاف والقبول تحدث الكثير من التطورات
والمناقشات والتنازلات والمفاوضات غير المعلنه
للتعامل مع هذا الذى سوف تمنحه كل قلبك وحياتك وعمرك
من الخطأ ان يحاول اى طرف السيطره على الطرف الاخر
من الخطأ ان يفرض شخص على شخص
ان يصبح نسخه اخرى منه
يرى الحياة من نفس الزاويه ويتعامل معها بالطريقه ذاتها
لكن هذا هو ما سوف يحدث
وتنفجر ازمات الحب
تتفتت مثل عصفور ضربته رصاصه طائشه
فى اللحظه التى كان يستعد فيها للطيران الى مدينه جديده
حين نعثر على عصفور مقتول عند شجره على الطريق
تصور ان هنا التقيا حبيبان وافترقا حبيبان
منتهى الصعوبه والقسوه نهاية قصة حب!!
النهايه مشتعله نااار
والنار لا تطفئها الدموع
والدموع لا تموت فى العيون
والعيون غائمه مثل شتاء ديسمبر
مثل ليالى البرد
مثل صراخ طفل رضيع فقد صدر امه.......

*****

من الصعب ان اصل الى وصف دقيق وعام
للحظة مفترق الطرق فى الحب
من الصعب ان اجد الصوره
التى تختصر فيض من المشاعر
التى تغادر الزمن مجروحه ممزقه حائره
على الاقل لا تعرف فى اى الشواطىء سترسو مره اخرى
نفترق
معناها ان اثنين كانا اقرب الناس على ظهر الارض
سوف يتحولان بعد لحظه الى ابعد اثنين عليها
هذه قسوة الافتراق
تلك اللحظه التى تطول وتصبح عمرا
هى اصعب لحظات الحب والعمر ايضا
ومن اجل الم هذه اللحظه يحاول البعض تاجيلها
على امل الا يعيشها
ويفرط احيانا فى تقديم التنازلات خوفا من لحظه الافتراق
ولا تصدق ان هناك انسان اقوى من تلك اللحظه
مهما حاول ان يبدو كذلك
هذه اللحظه تشبه العاصفه غير المتوقعه
التى تطيح باشياء ثابته فى الحياه
لم تكن تتوقع الاطاحه بها
والانسان-اى انسان-يقابل هذه اللحظه الفاصله فى الحب
مره فى العمر على الاقل
وتترك اثارها الواضحه جدا على شخصيته ونفسيته
مهما نسى او حاول او غير حياته
ويحاول الا يمر بها مره اخرى
وفيها وبعدها تشعر بعدم التوازن والامان والجنون
وتتخبطنا مشاعر الخيبه والاحباط والامل فى العوده
واحساس اللامبالاه ومراجعة النفس والندم
والانتصار والخوف والغرور
تهتز الاحلام ونرفض تصديق الواقع الذى نعيشه
لقد تحركت الحياه وراينا منها وجه آخر
ولا نعرف بدقه هل ما فعلناه هو الصواب
ام ما وقعنا فيه هو الخطأ!!!
أزمة الافتراق فى الحب....أنها اخيره وبلا رجعه
الافتراق يدمر معه الكثير من المشاعر بين الطرفين
مثل اعصار قوى يباغتك فى لحظه غير متوقعه
فإذا-فرضا-عاد الطرفين بعد افتراق
سيعود كلا منهما شخصا آخر
فى داخله ذكرى قلب مجروح واحساس ليس دائم بالامان
لذلك
اقول للاحباء لا تفترقا
لا تعلنا افتراقا اذا كان ما بينكما حبا حقيقيا
هل تضمن ان تلتقى حبا آخر؟!!!!!
والاهم..ليس بعد الافتراق عوده
لا حب يعود بريئا قويا دافئا ناصعا مثلما كان
افترقا..اذا كانت تلك هى النهايه الوحيده المتاحه
افترقا..اذا وصل الحب لدرجة الصفر
افترقا اذا كان فى موت الحب ميلاد حب.......

******


على الرغم من رومانسية الحب التى لا املك اختصارها
الا ان واقعية الحب هى التى يجب
ان تتدخل فى الوقت المناسب لحل مشاكله
لتضع الحب من القلب الى مائدة المناقشه
يجب ان نتعلم كيف يجلس حبيبان
يناقشان حبهما مره كل شهر
هل ما زال نابضا بالحياة؟
هل فى حاجه الى تدخل سريع لإنقاذه؟
هل يكبر يصغر يتنفس يذبل؟
هذه الجلسه الخاصه
لانقاذ الحب من الموت المفاجىء او الانقراض المؤجل
وقايه وحمايه
وهى خير من العلاج فى وقت متاخر
جلسه يسترد بها الحب صحته وعافيته وسيرته الاولى
يسترد وعيه واحلامه وقوته
يسترد ثقته بنفسه ومن معه
سرعه ايقاع الحياة
وتراكم مشاكلها
ورفض العشاق مناقشة مشاعرهم
والاعتراف باخطائهم
ي
ق
ت
ل

ا
ل
ح
ب
كيف نحب..ولا نمنح الحب نفسه فرصه للحياه
والتعبير عن مطالبه
امنح الحب الحريه
وامنح نفسك الثقه فى الحب ومن تحب
واجعل من الحب حياتك
فى تلك اللحظه
لست فى احتياج لاحد ليقول لك
كيف تواجه لحظه الافتراق!!!!!!
لان الاجمل
الا
تمر
بها

يسري الفخراني